الاثنين، 21 أكتوبر 2013

هكذا أخبرتنى أمى

نصحتنى أمى فى يوم قائله (يابنتى عيشى أيامك الوقت الحلو مبيتعوضش ) لم أنتبه إلى مقولتها يومها والأن وأنا أفند أشياء تمر تكراريا بالذاكرة تلك الأوقات التى بدت وقتها كلحظات أعتياديه تحدث كل يوم صوت جدى ، ضحكة أخى، مشاحنات أقربائى ماتشات الكورة ،وسهرات الكوتشينة، كوب السحلب فى الشتاء، المواسم ،العزائم ، أيام زمان وتجمعات العائلة المعتاده وتجمعات الأعياد بدأ الفيضان منذ سبع سنوات بالتحديد ولم نلق له بالا ربما  لأننا كنا أصغر من أن ندرك حقيقة ضمنيه وربما عللنا هذه الحقيقه لمرض جدى أذكر ملامح ذاك اليوم كنا فى المصيف السنوى المعتاد وفى أخر يوم أستيقظت على نبأ وفاته ( أصحى يا آية جدو أتوفى الله يرحمه ) هكذا أخبرونى بكل بساطة كان هنا ولم يعد فقط هو ذهب وأنقطع عن الحياة تسللت يومها للغرفة ربما بدافع الفضول وربما لألقى نظرة أخيرة كان يبدو لى كالنائم مغمض العينين فى سكون وسلام وأبتسامة خفيفه تعلو شفتيه وكأن هناك حلم سعيد يتراءى أمامه أقتربت منه وعاودت النظر هززته برفق (جدو أصحى ومصحاش ) كانت أول مره أرى بها شخص فارق الحياة كل الأختلاف بينه وبينى درجة حرارة جسده كانت يده شديدة البروده وكانت يدى شديدة الدفء وفى العزاء طاف بخاطرى أجابة لسؤال لطالما طاف بعقلى ما هى الروح ؟ أخبرت نفسى قائلة أتراها الدفء الحيوى الذى يغمرنا القدرة على التفاعل والأحساس والألم البكاء والنحيب والضحك والصراخ أتكون الروح المرداف للحياة ؟ ...ومرت سنوات كنت أتذكر جدى فيها أحيانا وأترحم عليه وأحيانا أخرى تشغلنى الحياة لم أعاود التفكير مرة أخرى ألا يوم أجبرتنى الحياة على التفكير وبالتحديد فجر ليلة الجمعة 2-7-2010 كان أخى هنا ولم يعد هنا هو فقط نام وأستيقظ صارع لألتقاط أنفاسه وذهب هكذا بدون أى سابق أنذار أعتادت أمى على أخبرانا دائما ( العيد الصغير بيجى قبل العيد الكبير ) وأيضا لم أنتبه لمحتواها ، طلب منى أبى الذهاب لتوديع أخى أقتربت منه فى بطىء مغمض العينين مبتسم فى سكون لماذا يخبرونى بأنه فارق الحياة هو فقط نائم (أصحى يامحمد ومصحاش) ولكن هذه المره كان ملمس يده دافء وملمس يدى كان الأكثر بروده قبلته وجلست أتأمله وأنظر لأمى تقرأ القرآن فى صمت مختلط بدموع ونحيب صامت وأنا كعادتى لا أجد طريق للدموع وكأنها تتجمد بمنتصف الطريق يومها تسائلت من منا على قيد الحياة نحن أم هو ؟ وإن كانت الروح المرادف للحياة فلماذا أراه أكثر دفأ وسكونا حتى ملامح وجهه تبدو أكثر راحة وأطمئنان مما مضى  وتوالت أيام العزاء وأنا لا أكاد أدرك ما الذى حدث ولا أقدر على أستيعاب مضمونه ولا أفقه معناه فقط هكذا وأ، ذهب أخى لمثواه الأخير وذهب بعده من ذهبوا أقربائى (ريم ومها) أصدقاء وأصدقاء للعائلة ، وأنا للأن مازالت غير قادرة على أدراك حقيقة ضمنيه رأيتها دائما من حولى كبرت ومازلت أراسل وأكتب لأخى وأنتظر أجابة أعلم يقين أنها لن تأتى ومازلت أذهب لبيت أقربائى وأنتظر خروجهم من الغرفه المطله على الشارع العمومى ليشاكسونى قليلا ونبدأ بعدها سهرة طويلة من الحديث الجماعى تتخلله كثيرا من الضحكات الدافئه ،والأن وبعد أن أدركت أن الحياة المرداف الأخر للموت أتسائل ما أهمية العمر إن كنا فى النهاية سنموت؟

 آية الله عنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

هناك تعليقان (2):

  1. سؤال صعب
    مممممممممم
    لان لكل شيء بداية ونهاية
    فهذه هي الحياة
    كلماتك موجعة
    يا ريتك يا ىية تلوني المدونة شوية بلاش اللون الاسود ده
    افتحي شبابيك المدونة للحياة

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمى يارحاب سؤال صعب جدا وبرغم كل ال مريت بيه للأسف ملقتش له أجابة أطلاقا ..
      أما بالنسبه لتلوين المدونه فأيدى ع كتفك أزاى أأقدر ألونها وأى حوار زرارتأكيد التعليق ده ؟ :)

      حذف